تسجيل الدخول إلى حسابك

السابق: 012345678

غير مسجل إنشاء حساب
إضاءة على كتاب «سيكولوجيا الديمقراطية» فهم أعمق لتحديات المؤسسات الديمقراطية

صدر حديثًا كتاب «سيكولوجيا الديمقراطية»، الذي يعرض رؤى نفسية حيوية تشرح دوافع مشاركة الأفراد في السياسة وتصميم آليات بناء الثقة في الأنظمة الديمقراطية .

صدر مؤخرًا عن دار النشر «ققنوس» الترجمة الفارسية لكتاب «سيكولوجيا الديمقراطية»، وهو عمل أكاديمي مشترك بين الباحثين البريطانيين درن ج. ليلكر، أستاذ الاتصال السياسي في جامعة بورنموث، وبيلور أصولان أوزغول، الأستاذ المحاضر في جامعة برونيل بلندن والمتخصص في الحركات الشبابية والقيادة الرقمية في الشرق الأوسط.

يسعى هذا الكتاب إلى استكشاف العلاقة المركبة بين السلوك السياسي للأفراد والمكونات النفسية التي تدفعهم للمشاركة في العملية الديمقراطية. ومن خلال خمسة فصول متكاملة، يُلقي المؤلفان الضوء على العناصر النفسية والاجتماعية التي تعزز أو تعيق تفاعل المواطنين مع النظم الديمقراطية، بما في ذلك الثقة، والانتماء، والشعور بالتمكين، والتمثيل.

الفصل الأول: المواطن العاطفي

يناقش هذا الفصل كيف أن المشاعر – مثل الغضب والخوف والأمل – ليست مجرد ردود فعل لحظية، بل أدوات فعالة تؤثر في قرارات الناس السياسية. في ظل تصاعد الخطابات الشعبوية وسياسات “ما بعد الحقيقة”، تصبح العواطف محرّكًا مركزيًا في تكوين المواقف، أكثر من البيانات أو البرامج السياسية.

الفصل الثاني: معالجة الرسائل السياسية

يتناول الكاتبان في هذا القسم كيفية استيعاب المواطنين للمعلومات السياسية وتفسيرها، في ظل سيطرة وسائل الإعلام التقليدية والرقمية. يناقش الفصل أثر التحيز المعرفي، والاستدلالات السطحية، والانطباعات المسبقة على تكوين الرأي العام.

الفصل الثالث: التفكير في السياسة

يحلل هذا الجزء كيف تتشكّل المعتقدات السياسية لدى الأفراد، ومدى استقرارها أو قابليتها للتغيير، ويقارن بين أنماط التفكير السطحي مقابل التحليل العميق، مع التركيز على التعليم والتنشئة الاجتماعية كعوامل فاعلة.

الفصل الرابع: المشاركة السياسية

يتناول هذا الفصل مستويات وأنماط المشاركة السياسية، من التصويت وحتى الاحتجاجات الجماهيرية. يُقدّم الكتاب تحليلًا دقيقًا للأسباب النفسية التي تدفع بعض الأفراد للمخاطرة والخروج للشارع بينما يختار آخرون الحياد أو العزوف.

الفصل الخامس: سيكولوجيا الديمقراطية الحديثة

يناقش الفصل الأخير مستقبل الديمقراطية في ظل أزمات الثقة، وارتفاع معدلات التسلط السياسي، وتراجع الخطابات الجماعية. يؤكد المؤلفان أن الديمقراطية لا تُبنى فقط على مؤسسات، بل تحتاج إلى بيئة نفسية تدعم شعور المواطن بالانتماء والقدرة والتأثير.

مرجع تحليلي للأزمات المعاصرة

ينعكس عمق هذا الكتاب من خلال تحليله لتجارب معاصرة مفصلية مثل:

الثقة والديمقراطية

في مقدمة الكتاب، يشرح المؤلفان أن «الديمقراطية القوية لا تقوم فقط على نزاهة الانتخابات، بل تتطلب شعور المواطنين بأنهم مؤثرون وممثلون في النظام، وأن آراءهم مسموعة». ويؤكدان أن “الشك الصحي” في السياسيين يجب أن يتوازى مع الثقة في النظام الديمقراطي ذاته، الذي ينبغي أن يحمي المجتمع من الفساد والتلاعب.

إصدار أكاديمي بترجمة دقيقة

تمت ترجمة الكتاب إلى اللغة الفارسية من قبل نازي أكبري، وهي معالجة نفسية مقيمة في لندن، حافظت في ترجمتها على دقة المصطلحات النفسية والسياسية، وصدرت النسخة الفارسية في 158 صفحة، لتكون مرجعًا مهمًا للباحثين في مجالات علم النفس السياسي، والدراسات الديمقراطية، والعلوم الاجتماعية.

«سيكولوجيا الديمقراطية» ليس مجرد كتاب نظري، بل دليل لفهم التحولات التي يشهدها العالم اليوم، في ظل صعود اليمين المتطرف، وتراجع الثقة بالمؤسسات، وتصاعد الحاجة إلى عقد اجتماعي جديد يعيد للمواطنين إيمانهم بقدرتهم على التغيير.

0 0 votes
معدل
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

قم بتثبيت تطبيق MerajStudent